“وطني برس”: مركز كاتيخون للدراسات ، بقلم : مهران نزار غطروف.
ينتظر الجميع محليا وإقليميا ودوليا مآل الوضع في إدلب السورية، ويشوب هذا الترقب والانتظار مزيج من الرهانات والأسئلة، ينحو بعضها بالقول لضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي، الذي غير بدوره مجريات الأحداث، والذي مضى على عقده شهرين من الزمن، دون أيها نتائج ملموسة، فيما يخص تطبيقه على الأرض، وخاصة من قبل الجانب التركي!
فيما ينحو بعضها الآخر باتجاه أنه لا مفر من عودة الجيش السوري إلى العمل العسكري، والذي كان قد أعدّ له سلفا، كأضخم عمل عسكري منذ بدء الحرب السورية، لما تمثله إدلب من خصوصية احتوائها على أكبر تجمع إرهابي صرف، معظمه ناتج عن إغلاق ملفات ساخنة سابقة، كانت قد توزعت على معظم الأرض السورية.
فيما نحا آخرون باتجاه القول أنه لتنفيذ اتفاق سوتشي لا بدّ من القيام بعمل عسكري “جزئي” يطال الجماعات الإرهابية الأكثر تشددا (كـ جبهة النصرة)، ما يدفع ربما بالجانب التركي لتحسس جدية الحسم لدى الجيش السوري، فيعجل من تحركه لتطبيق اتفاق سوتشي.
الجانب الروسي في وقت لاحق لاتفاق سوتشي، كان قد أكد على لسان وزير خارجيتة سيرغي لافروف، أن تركيا “تعهدت” بفصل “المعارضة” المستعدة للعملية السياسية من “جبهة النصرة”، وهذه ليست مهمة “سهلة”، وما زلنا “نأمل” أن تتمكن تركيا من فصل “المعارضة الطبيعية العاقلة والوطنية” عن “جبهة النصرة”.
في حين أن الجانب السوري وعلى لسان وزير خارجيته وليد المعلم أيضا، صرح أن دمشق تؤمن أن تركيا ”قادرة على تحقيق التزاماتها تجاه اتفاق إدلب”، وأضاف المعلم أنه تلقى “ضمانات” من نظيره الروسي لافروف “عن تطبيق روسيا وتركيا الاتفاق المبرم في سوتشي”.
وبالنظر إلى التطورات التي واكبت المشهد الخاص باتفاق إدلب، منذ إعلانه 17 سبتمبر /أيلول الماضي، يلحظ عودة الاعتداءات الإرهابية على مدينة حلب وريفي حماه واللاذقية، إضافة لسعي الجانب التركي تعزيز تواجده في العمق السوري، وصولا لبلدة اللطامنة في ريف حماه الشمالي مؤخرا، مع تضارب الأنباء فيما يخص ترحيل المسلحين المتشددين، وبين نقل أو إخفاء الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، إضافة لعودة الفوضى المتعلقة بملف الكيميائي بين الجماعات المسلحة إلى الواجهة من جديد، وما لذلك من تداعيات باتت معروفة للجميع.
يمكن ربط هذه التطورات جميعها بالتصريحات التي أطلقها مؤخرا الرئيس التركي، مؤكدا أن أي انسحاب لقوات بلاده من المناطق التي تحتلها في الشمال السوري، مرهونة بإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون هناك! وهذا بالتحليل يفسر المماطلة التركية في تنفيذ اتفاق سوتشي، من خلال البحث لها عن ضمانات بالمشاركة بأي عملية سياسية سورية قادمة مقابل الانسحاب!
وهذا ما ترفضه القيادة السورية جملة وتفصيلا، من خلال تأكيدها الدائم أن أي حل لا يكون سوري – سوري دون أيها تدخلات خارجية، فهو مرفوض رفضا قاطعا.
الرئيس بشار الأسد كان قد أشار مؤخرا وخلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إلى أن موقف الدولة السورية واضح حول الاتفاق الذي تم بشأن إدلب، موضحا أن: “هذه المحافظة وغيرها من الأراضي السورية المتبقية تحت سيطرة الإرهابيين، ستعود إلى كنف الدولة السورية، وأن الاتفاق هو إجراء مؤقت، حققت الدولة من خلاله العديد من المكاسب الميدانية، وفي مقدمتها حقن الدماء.”
ما يفسر حقيقة التريث الذي اعتمده الجيش السوري، والذي جاء ضمن الاستراتيجية السورية – الروسية لأجل كبح الاستثمار الدولي اتجاه إدلب، والذي بدوره أعطى الفرصة لاتفاق سوتشي من خلال تأجيل العمل العسكري، لتفعيل مساحة الخيار السلمي.
ولكن؛ لا نعتقد أنه في حين أخذ قرار البدء بالعمل العسكري، سوف لن يتوقف دون إنجاز كامل مهامه، والتي تمثل قرارات الدولة السورية العازمة على تحرير كامل التراب السوري من الإرهاب، عبر التسويات أو من خلال العمل العسكري، والمتوافقة علنا مع استراتيجية حلفائها الروسي والإيراني، خاصة وأنه بات معروفا للجميع أن الجيش السوري وضع مع حلفائه كافة الاحتمالات والخطط التي تجعل من الحسم الميداني لصالحهم مؤكدا، وفي هذه الحالة سيكون السؤال الأكثر طرحا: هل ستكون معركة إدلب القادمة – في حال وقعت – ضد الفصائل المسلحة فقط؟ أم هل ستذهب الأمور لصدام مباشر مع قوات المحتل التركي أيضا؟
الجمود السياسي فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق سوتشي، والمترافق بالمماطلة التركية، وباستفزازات المجموعات الإرهابية، والرد المباشر من قبل قوات الجيش السوري، ينذر بأن إعادة وضع العملية العسكرية على الطاولة مجددا، بات أمرا مطروحا أكثر من ذي قبل، فهل يكون آخر العلاج الكي يا إدلب …!
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
برلماني سوري: متغيرات الشرق السوري قد تؤخر الحسم لكن التحرير مؤكد
“مخلوف”: التواجد الفرنسي بسورية في مواجهة الإبتزاز التركي
خبير عسكري: سورية دفعت ثمن باهظ لكنه غيّر وجه العالم.. وكلام الرئيس الأسد الأخير سهل ممتنع
باحث سياسي: الرئيس “الأسد” يوضح طبيعة المرحلة القادمة للحرب السورية
كاتب فلسطيني: القدرة الردعية للعدو الصهيوني تعرضت للتصدع.. والرئيس الأسد قائد منتصر يمسك زمام الأمور
برلماني سوري: حديث الرئيس “الأسد” دقيق في ظل متغيرات متسارعة
الدكتور “حطيط”: الرئيس “الأسد” يوضح مستقبل سورية بكل جوانبه
كاتب سياسي: زيارة الرئيس “الأسد” لريف إدلب صفعة في وجه “أردوغان” وأقوى الرسائل الميدانية بجاهزية الجيش لتحرير إدلب
كاتب مصري: العلاقات المصرية السورية لم تنقطع.. والجامعة ترغب في العودة إلى دمشق ولا تنتظر أن تعود دمشق إليها
ناشط أردني: الحريري لن يستقيل.. وسيعلن عن ورقة اقتصادية إصلاحية
“المثقف” المرتزق.. بقلم: د. بهجت سليمان
الأخلاق.. والسّياسة.. ما لم تَتَدارَكْهُ “الدّولة”.. وما لم تفهمه “المعارضات” .. بقلم: د. بهجت سليمان
معالجة الواقع المعيشي والحياتي الصعب لمعظم السوريين.. بقلم: د. بهجت سليمان
الأسَدَان: في الذكرى التاسعة والأربعين للحركة التصحيحية.. (الأسد حافظ) و (الأسد بشار): قدَرُ التاريخ وخِيارُ الشعب السوري.. بقلم: د. بهجت سليمان
أيُّها الشُّرَفاء في لبنان …حَذارِ من القفز في المجهول !! .. بقلم: د . بهجت سليمان
هل سيؤدي إعلان ترامب اعترافه بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان إلى حرب في المنطقة؟
مشاهدة النتائج
بين الفوضى الأميركية والتنمية الصينية .. بقلم: رفعت البدوي
التاريخ.. الحُكم والحَكم .. بقلم: رفعت البدوي
لبنان.. مراوحة نشطة بانتظار تغيير المعادلة .. بقلم: رفعت البدوي
لبنان بين الظاهر والمضمون .. بقلم : رفعت البدوي
كيف صار الفساد في لبنان محمياً؟ .. بقلم: رفعت البدوي
كاريكاتير .. هل من “مسرحية كيميائية” أخرى؟
كاريكاتير.. الاعتداءات الإسرائيلية تعكس الصراع السياسي الداخلي!
كاريكاتير .. الأيام أجمل من دون عقوبات
كاريكاتير .. دموع التمساح الأمريكي على سورية!
كاريكاتير .. البنتاغون: القوات الأمريكية وقعت في فخ بسورية!
هل من استهدافٍ لسورية في الأزمة اللبنانية؟
جديد “عزل ترامب”
أزمة هوية تلوح في لبنان
ما هو العزل وكيف عرّفه الدستور الأميركي؟
عودة واشنطن إلى استهداف “النصرة”.. بين الأمن والسياسة
إرتهان وفد المعارضة السورية للخارج يخدم الأجندات الغربية
رغم الخلافات في جنيف.. حلول مرتقبة حول صياغة الدستور السوري
سورية.. أثرياء بفضل الحرب.. بقلم : إبراهيم شير
هل تعمل واشنطن على زعيم إرهابي جديد بعد قتلها البغدادي؟!
معسكرات هتلر وكامبات اللاجئين اليوم.. المصير واحد.. بقلم: إبراهيم شير
بعد انخفاض توتر الحرب الاقتصادية ..ارتفاع بأسعر النفط
10 أيام من معرض دمشق الدولي .. رسائل للعالم عن سورية
مختلف دول العالم تجتمع في معرض دمشق الدولي 61
وزير الاقتصاد السوري : العقود الموقّعة في معرض دمشق الدولي جيدة بالمطلق
جناح وزارة الصناعة في معرض دمشق الدولي.. توليفة من المنتجات النسيجية والهندسية ومواد الإسمنت والبناء والصناعات الغذائية والكيميائية
القرم يشارك في إعادة إعمار السكك الحديدية السورية
شاهد.. ما هي المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب؟
بالصور والفيديو.. تعرفوا على الطائرة الروسية “إيل-20”
بالصور .. الدفاع الجوي يصد العدوان على اللاذقية من عرض البحر
بالصور.. معرض دمشق الدولي في يومه الأخير
بالصور.. ما هي المدرعات التي يستخدمها الجيش العربي السوري ؟
جميع الحقوق محفوظة.. وطني برس.. 2019