“وطني برس” : خاص.
ردد كثيرون ان معركة ريف حماه الاخيرة ، انما هي حاصل لخروج المسلحين من منطقة داريا ،وان هؤلاء شكلوا رأس حربة على تلة حلفايا تمهيدا لاقتحام محردة .
غير ان الواقع الميداني المزمن في هذه المنطقة وخصوصا بعد الاستيلاء على ادلب وجسر الشغور ، ابقى هذه المنطقة وطوال هذه المدة خط تماس دائم .
يستمد المسلحون قوتهم العددية والتجهزية من خلال محاور مفتوحة على الداخل التركي رغم انضواء هؤلاء المسلحين تحت الاوامر القادمة من السعودية وتمويلها وتجهيزها .
قد يكون الرابط الوحيد بين مسلحي داريا والمسلحين في ادلب هو رابط تبعي لجهة واحدة اجمالا ، مع وجود اختراقات واسعة من المخابرات القطرية والتركية والاسرائيلية .
بالواقع ، لا بد من رد منطق القائلين باستخدام مسلحي داريا في هذا المجال للاسباب التالية :
اولا : لا يمكن استخدام عناصر دفاعية مهزومة في مواقعها في عملية هجومية كبيرة كالتي تحصل الان في ريف حماه قبل اعادة تأهيلهم عسكريا ونفسيا .
ثانيا : ان عملية التأهيل هذه تستلزم وقتا طويلا نسبيا لإعادة زج هذه القوى في المعركة . وبالتالي ان الفارق الزمني ، بين خروج هؤلاء من داريا وبدء العمليات في ريف حماه ،هو بالساعات وبالتالي يستحيل اجراء المراد في هذه الساعات القليلة .
ثالثا : ان عدد المسلحين لا يشكل اضافة عددية كبرى على حجم القوى المحشودة من قبل المسلحين على هذه الجبهة .
استنادا لما تقدم ، لا يمكن الربط بين عملية المصالحة التي حدثت في داريا بما يحدث في حماه . خاصة ان هذه العمليات الناجعة ستستكمل في المعضمية لتوسيع نطاق الامان حول دمشق . وكذلك في الوعر بحمص .
اما اذا جئنا لتوقيت هذه المعركة ، فنرى انما جاءت لأسباب تتعلق بتغير ميزان القدرة للمشاركين في الحرب على سورية . فالسعودية استغلت الصراع القائم شمالا بين القوى الكردية والجيش التركي في جرابلس .
كما انها محاولة التعويض عن خروج اتباعها من داريا والمعضمية . فهي اي السعودية تحاول ان تبقي لها موضع على طاولة المفاوضات بعد ما يسمى الاعلان عن اقتراب التفاهم الروسي الاميركي حول محاربة الارهاب في سورية .
وهذا الاتفاق اذا ما تم سيجعل جبهة النصرة تحت مرمى نيران الدول المشاركة في الاتفاق