“وطني برس”: خاص
قال الخبير العسكري اللبناني، العميد المتقاعد “شارل أبي نادر”: هناك عدة أسباب ومعطيات سرّعت ببدء معركة جرود عرسال.
وأضاف الخبير العسكري أبي نادر في حوار خاص لوطني برس أنّ الوضع الإقليمي ساعد الحكومة اللبنانية على تبني دعم القرار حيث انكفأ داعمي الإرهاب الإقليميين لأسباب معروفة.
ولفت إلى أن الوضع الميداني استدعى ذلك خاصة على الحدود اللبنانية السورية حيث لم يتبقَّ إلا بؤرة جرود عرسال، مبيّناً أنّ الوضع الأمني في مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال ومحيطها وما نتج عن مداهمات الجيش اللبناني، حيث تبيّن وجود عدد كبير من الإرهابيين الانتحاريين، والقرار الحاسم للدولة السورية بإنهاء جميع الثغرات الشاذة، خاصة في محيط العاصمة وأريافها القريبة والبعيدة.
وتابع العميد أي نادر أنّ العملية بدأت عبر محورين: الأول من فليطة باتجاه جرودها الحدودية مع لبنان وتقدمت فيه وحدات الجيش العربي السوري وتقدمت وسيطرت على جبل البركان الاستراتيجي المشرف على جرود عرسال.
وأردف أنّ المحور الثاني من جنوب جرود عرسال وتقدمت فيه المقاومة واخترقت وسيطرت على النقاط الاصعب للنصرة قدفي وادي الخيل والرهوة وحبل الهوة وامتلكت نقطة وسطية واسعة في منتصف جرد عرسال في أماكن سيطرة النصرة.
مبيّناً أنّه وعلى ما يبدو أنّ المسلحين لن يستطيعوا المقاومة كما كان متوقعا حيث الانهيارات في صفوفهم قد بدأت وانسحب قسم مهم من المعركة وهم تفاجأوا باختراق المقاومة لمواقعهم الاكثر تحصينا.
ورأى أبي نادر أنّه ممّا لا شك فيه أن التفاهم الضمني بين الجيش العربي السوري والمقاومة والجيش اللبناني على تنفيذ العملية كان منتجا وفاعلا، فالجميع لديهم هدف مشترك هو السيطرة على الإرهابيين وإكمال السيطرة على الأراضي السورية لناحية الجيش السوري واللبنانية لناحية الجيش اللبناني والمقاومة، كما أنّ الميدان المستهدف المشترك جعل تنسيق العملية، ولو بطريقة ناعمة وغير علنية، يعطي نتيجة اكيدة وحاسمة وفاعلة.
وحول مصير أبو مالك التلي قال: إنّ مصير أبو مالك التلي، هو لم يعد لا لإدلب ولا غيرها، لأن تطورات العملية المتسارعة لم تعد تعطيه المجال للاستفادة من التفاوض، خاصة وأنه رفض كل المبادرات ووضع شروطا تعجيزية وكأنه المنتصر، لافتاً أنّ التوقيف أو القتل هو مصيره مبدئيا.